حسن عسيري وفايز المالكي.. هل هما نجمان فعلاً؟

خلدون السعيدان
حين أشدت في مقال الأسبوع الماضي بقرار التلفزيون
السعودي الاستعانة بنجمي الكوميديا السعودية حالياً حسن عسيري وفايز
المالكي وتكليفهما بإنتاج مسلسلين لشهر رمضان المقبل, لم أكن أتوقع أن تأتي
ردة الفعل معاكسة لما ذكرته في المقال إذ إن أغلب التعليقات المصاحبة
للمقال جاءت رافضة لوصفي العسيري والمالكي بأنهما نجما الساحة السعودية في
الوقت الحالي.
ما جعلني أفكر كثيراً في ما ذكرته حين اتصل بي أحد
الزملاء الذين يتابعون تقريباً أغلب ما تعرضه القنوات والتلفزيونات العربية
والمحلية من أعمال درامية وكوميدية ليعترض هو الآخر على ما ذكرته واتهمني
بأني أحابي التلفزيون السعودي باعتباري أعمل في الوزارة. وكان اعتراضه على
أن الثنائي عسيري والمالكي ما هما إلا وجهان لعملة واحدة من الأعمال
الكوميدية "التافهة" على حد تعبيره والتي تمتلئ بالإسقاطات اللفظية السيئة
مشيراً إلى أن جميع ما عرض لهما من أعمال غالباً ما تحوي إسفافاً غير
مقبول.
وحين اتهمني صاحبي بالمحاباة, حاولت جاهداً إيصال وجهة
نظري بأن التلفزيون السعودي تعامل مع عسيري والمالكي من ناحية تسويقية بحتة
ولابد أن يتماشى ما يتطلبه الوضع الحالي ودور الإعلان في تحديد سعر
الممثل, وهو أي الإعلان الذي يحدد نجومية الممثل وليس مستوى ما يقدمه من
أعمال. وعندما أشدت بخطوة التلفزيون فقد كان من هذه الناحية تحديداً
وبقدرته على استقطاب الأسماء الفنية التي تعتبر نجوم المرحلة الحالية شئنا
أم أبينا.
يجب أن ندرك أن النجومية هذه الأيام لا تقاس بثقافة
الفنان ولا بالمستوى الإبداعي لأعماله, بدليل النجومية الطاغية لبعض
الأسماء في الخليج العربي امثال طارق العلي وحسن البلام وغيرهما رغم أن ما
يقدمه هؤلاء ليس إلا تهريجاً وإسفافاً. وبالنسبة لحسن وفايز فقد أبديت
تحفظي وبصوت عالٍ على ما يقدمانه من مسلسلات تحمل الكثير من التهريج
والسطحية.
لذا فأنا أتفق مع الأصوات الكثيرة المحتجة على مستوى
أعمال الثنائي السعودي, ولكن أرغب في التأكيد على أن هذا لا يلغي احترافية
التلفزيون السعودي التسويقية التي برزت منذ أربع سنوات والتي جعلته أحد أهم
اللاعبين في سوق الإنتاج الدرامي, منافساً لكبريات القنوات المتخصصة, وهذا
ما قصدت الإشادة به في مقالي السابق.
شخصياً وفي داخلي أعرف بأن المنهج الكوميدي للعسيري
والمالكي لن يتغير كثيراً بعد انتقالهما للتلفزيون السعودي.. ولكني على ثقة
بأن الاشتراطات الفنية التي وضعها التلفزيون مؤخراً كفيلة بالتقليل من هذه
"الرداءة الكوميدية" والارتفاع بالمستوى أكثر وأكثر..

وينكم